التوحد هو اضطراب يمنع الطفل من التفاعل مع البيئة والتواصل الفعال والاستجابة للمحفزات المختلفة التي يتلقاها. أظهرت الدراسات أن طفلًا واحدًا من بين كل 150 طفلًا يمكن أن يصاب بالتوحد، ربما يكون الرقم أعلى مما قد يتوقعه المرء، ولذلك أعتبر تلك المعلومة بمثابة إنذار، حيث ينبغي علينا أن نكون متيقظين أكثر للعلامات. نظرًا لأن التشخيص المبكر يلعب الدور الأكثر أهمية، فمن الجيد أن يعرف الجميع والوالدان على وجه الخصوص العلامات الأكثر شيوعًا والمعروفة عند طفل التوحد.
يمكن الآن تشخيص التوحد في سن مبكرة جدًا، وفقًا للاتجاهات السائدة في العالم، يتم تشخيص طفل التوحد عادةً في سن 1.5 إلى 2 سنة. حيث تظهر الأعراض الأولى في سن مبكرة، مما يجعل الآباء “يشتبهون” في أنه ينبغي عليهم طلب المساعدة من أخصائي.
تسعى GAGA دوما لتقديم يد المساعدة لكل أولياء الأمور من خلال قسم الصحة واللياقة على المنصة، لذلك قام فريق GAGA بالبحث التفصيلي في كل ما يختص بطفل التوحد، وسيتم سرد كل تلك المعلومات على هيئة عدة مقالات حول الموضوع نبدأها بهذة المقالة.
علامات تظهر على طفل التوحد
هناك العديد من العلامات التي قد تظهر على الطفل في سن مبكرة، سوف تساعد معرفة تلك العلامات في تشخيص الحالة في سن مبكرة.
يفقد الطفل الاتصال بوالديه
في الغالب يرتبط الأطفال في السن المبكرة بوالديهم، فإنهم عادةً ما يسعون إلى جذب انتباههم والإستمتاع برفقتهم و الحصول على بعض التشجيع من الوالدين في مقابل تصرفاتهم الجيدة، على الجانب الأخر تجد أن طفل التوحد لا يرغب ولا يسعى لمشاركة اللحظات والمواقف مع والديه أو مع من حوله.في الغالب يمكن رؤية أولى العلامات بصورة واضحة في عيد ميلاد الطفل الأول، حيث ستجد أن طفل التوحد لا يبدي أي تفاعل مع الاحتفالات، ولا يركز على الصور عندما يصرخون عليه ويكون غير مبال بشكل عام.
تكرار النشاط
قد يقدم الطفل على القيام بحركات مستمرة لا معنى لها بالنسبة لنا، مثل خدش الأسطح وضربها، أو حركات ترددية، في بعض هذه الحالات، يمكن أن تكون مثل هذه الأنشطة خطيرة على سلامته الجسدية، مثل ضرب جزء من جسده أو أن يقوم بحركة صرير الأسنان أو ضرب رأسه.
التمسك بالأشياء
سواء كانت هذه الأشياء هي ألعابه المفضلة أو غيرها من الأشياء غير ذات الصلة، فإن الطفل يتمسك بها ولا يتركها بسهولة. بعبارة أخرى، إنه يعاني من نوع من “الهوس” ويرفض بسببه التخلي عن الشئ المسبب لهذا الهوس.
العزلة
يفقد الطفل المصاب بالتوحد فرحة التواجد مع الآخرين والتواصل معهم والرغبة في مقابلة الغرباء، حيث تنمو لديه ميول العزلة، والتي يتم التعبير عنها في البداية من خلال اللامبالاة تجاه الوالدين والتي تمتد بعد ذلك إلى بقية البيئة. وغني عن القول إنه ليس مجرد طفل خجول ولكنه طفل يرفض مرارًا وتكرارًا الاتصال بمن حوله.
مشاكل الكلام
من الممكن جدًا، ولكن ليس من الضروري، أن يتأخر الطفل المصاب بالتوحد في نطق كلماته الأولى، لكن لاحقًا يظهر على الطفل عائق عام في الكلام. قد يكون هذا جزئيًا بسبب عدم التواصل مع من حوله مما لا يمنحه المحفزات المناسبة.
النظام والتنظيم
يمكن أن تكون العادات مثل “وضع” أشياء مختلفة في ترتيب معين علامة على التوحد. في الواقع، هناك حالات لا يستطيع فيها الطفل “الهدوء” إذا لم يرتب كل شيء بطريقة معينة.
الانفعالات العاطفية
يمكن أن تكون الانفجارات العاطفية غير المبررة علامة أخرى على مرض التوحد. سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية، حيث يعاني طفل التوحد من عدم القدرة على التحكم في المشاعر والتعبير عنها سوى بالإنفعال الشديد. يزداد هذا الأمر حدة خلال فترة المراهقة، مما يؤدي إلى رمي الأشياء أو ضربها أو حتى جرح نفسه. يزيد الشعور بالإنفعال الشديد لدى المراهق أن والديه لا يستطيعان فهم ما يريد إيصاله لهم.
إنه طفل فريد
كل طفل مصاب بالتوحد فريد من نوعه، لذلك يمكن أن تختلف الأعراض أيضًا بشكل كبير من شخص لآخر. لكن من المؤكد أنه إذا تم التشخيص في سن مبكرة واتبع الطفل برنامجًا علاجيًا خاصًا، فسيكون القدرة على فك شفرة تعاملاته الإجتماعية بشكل أفضل. على عكس أي دواء يهدف إلى قمع الأعراض وتهدئة الطفل، يمكن أن تساعده برامج العلاج الخاصة على الاندماج قدر الإمكان في المجتمع وبالتالي سد الفجوة بينهما. في الواقع ، يمكن أن يكون النجاح عظيماً لدرجة أنه في بعض الحالات لا يكون التوحد واضحاً!