تحدثنا في مقال سابق حول الأعراض الشائعة التي من الممكن من خلالها التعرف على الطفل التوحدي. لكن تلك الأعراض تظهر في العموم بعد عمر السنتين، لذلك قمنا في GAGA بالبحث حول إمكانية ملاحظة أي أعراض قبل أن يصل الطفل لعمر السنتين، حيث وجدنا بعض الأعراض التي تساعد في الحصول على تشخيص مبكر، مما سيكون له كبير الأثر في إيجاد البرنامج العلاجي المناسب لحالة الطفل التوحدي.
ما الذي يسبب التوحد؟
على الرغم من وجود الكثير من الأبحاث حول أسباب التوحد، إلا أنه لا يوجد هناك أدلة رسمية وموثقة تجيب على سؤال “ما الذي يسبب التوحد؟” حتى الآن.
يقلق الآباء بشكل خاص من طيف التوحد، لأنهم يعرفون أن التوحد يخلق عجزًا وصعوبات سترافق الطفل لبقية حياته.
اتخذ المجتمع العلمي اليوم عدة خطوات إيجابية فيما يتعلق بالتشخيص المبكر للتوحد. وبشكل أكثر تحديدًا، يمكننا تحديد الأطفال الذين يعانون من أعراض معينة أو فردية مرتبطة باضطرابات التوحد في وقت مبكر جدًا حتى من سن 6 أشهر.
لذلك توصي جمعية طب الأطفال الأمريكية بالتوجهه مباشرة لمتخصص في حال اشتبه أحد الآباء في وجود أي عرض من أعراض التوحد لدى طفلهم، وذلك لأن الوالدين هم الذين يعرفون طفلهم أفضل من أي شخص آخر، في الغالب ستكون الأم هي أول من يفهم ما إذا حدث خطأ ما مع طفلها وإن كان الطفل يظهر سلوكيات غير عادية.
ما الذي يمكن أن تلاحظه الأم في الطفل من عمر 3:12 شهر؟
فيما يلي بعض الأعراض المبكرة التي قد تكون مرتبطة بالطفل التوحدي و بعض اضطرابات السلوك الأخرى.
مثل عدم إستجابة الطفل للأم، عندما يبلغ الطفل من العمر 3 أشهر، يبدأ في الإستجابة بشكل أوضح للمنبهات، بعض العلامات التي يجب أن تقلقك إذا كان طفلك لا يتفاعل مع الأصوات العالية أو الأجسام المتحركة. 3 أشهر هو الوقت الذي يبدأ فيه الطفل في الاختلاط بالآخرين، فيضحك ويصدر أصواتًا ويركز على الوجوه الجديدة في مجال رؤيته. في حال كان الطفل البالغ من العمر 3-6 أشهر لا يتجاوب مع إبتسامة الأم بأي طريقة، بالرغم من محاولة الأم تقديم العديد من المحفزات العاطفية له، تكون تلك علامة يجب أخذها في الحسبان.
أيضا في حال كان الطفل البالغ من العمر 6-9 أشهر لا يحافظ على الاتصال بالعين مع الأم أثناء اللعب مع بعضهم البعض.
يعد عدم إستجابة الطفل الذي يبلغ من العمر 9-12 شهرًا لبعض الأوامر السهلة والبسيطة مثل “الوداع” بتحريك يده، أو إن لم يتمكن من أن يعيد اسمه، أحد العلامات الهامة.
تطور الطفل الطبيعي من عمر 12 شهر
في الفترة مابين العام إلى العامين يوجد الكثير من التطورات التي تحدث تباعاً لجميع الأطفال، لذلك إن وجدت الأم أي خلل في هذة التطورات عليها محاولة الحصول على إستشارة طبية.
من المفترض أن يقوم الطفل الذي يتراوح عمره بين 13 و 16 شهرًا بأداء مهام يومية بسيطة، كما يظهر مزاجًا حركيًا قويًا في هذة الفترة، كذلك يمكن للطفل في هذا السن التركيز دون انقطاع لمدة دقيقة كاملة للقيام بمهمة بسيطة مع الأم (على سبيل المثال النظر لبعض الرسومات داخل كتاب)، لذلك إن وجدت الأم عكس ذلك فيعد ذلك علامة مقلقة.
يتوقع أيضا أن يستطيع الطفل الذي يبلغ من العمر 17 إلى 21 شهرًا القيام بنشاط يومي بسيط، مثل أخذ الملعقة لإطعام دميته، و أن يتمكن من أن يطور نطقه ويكون لديه بعض الكلمات المفهومة. ومن عمر 21-24 شهرًا يطور الطفل القدرة على الكلام بطريقة سليمة ومفهومة، كما ينفذ بعض الأوامر البسيطة، مثل أن يقلد الإيماءات، على سبيل المثال التلويح بيديه ليظهر مدى حبه لوالديه. يصبح الطفل في هذا العمر دائم التحرك، وتكون لديه قدرة واضحة على الجلوس لرؤية كتاب مع والدته، ويمكنه معرفة أسماء بعض الحيوانات البسيطة. إن وجود خلل في مستوى النمو والتطور العقلي للطفل حتى إن كان بسيط يجب أن يتابع بحرص شديد، خاصة في حال وجود حالة مشابهه في الأسرة.
حقيقة أن شدة الأعراض المذكورة أعلاه تختلف من طفل إلى آخر ، وهذا غالبًا ما يربك الوالدين! نحاول في GAGA جاهدين أن نساعد الأطفال وأولياء الأمور على حد سواء، وذلك بتقديم المعلومات والدعم الكامل بواسطة الخبراء التربويين. يمكنكم دوماً الإعتماد على GAGA فيما يختص بأطفالكم والتواصل معنا عبر التطبيق.