تعليم اطفال الروضة من أهم الأمور التي يجب إعطاؤها أهميةً كبيرة، وذلك لأن الأطفال هم شباب المستقبل وهم من يحملون أمل الغد، لذلك يجب إعطاؤهم أفضل ما يمكن من وسائل التعليم التي تبني فكرهم وترتقي بمستواهم.
مع بداية كل عام، يتأهب الملايين من الأطفال للذهاب إلى الروضة وهم يحملون حقائب الظهر وعلب غدائهم، وهناك يقضي بعض الأطفال نصف يوم والبعض الآخر يقضي يومًا كاملاً، كما يلتحق بعض الأطفال بالمدارس الخاصة ويلتحق البعض الآخر بالمدارس الحكومية.
وقد تعددت الاختلافات بين الأطفال إلا أنهم يتفقون على شيء واحد ألا وهو أن أول يوم في الروضة هو أول الطريق وحجر الأساس لبداية رحلة تعليمية مدتها اثنا عشرة عامًا.
يبدو أن مسألة تعليم الأطفال في الروضة يثير بعض التساؤلات. فعلي سبيل المثال، ما هي السمات الرئيسية التي يجب توافرها في فصول الروضة ذات الجودة العالية؟ وما الذي يجب أن يتوقعه الآباء من المناهج التعليمية؟ وكيف يمكن للأمهات والآباء المشاركة في استمرار العملية التعليمية في المنزل؟ باختصار، ما الذي يتعلمه الأطفال في الروضة؟
الإجابة هي أن تعليم الأطفال في الروضة يوفر أسس البناء في تنمية الصحة الجسدية والاجتماعية والعاطفية، بالإضافة إلى تعلم اللغة والقراءة والكتابة والتفكير والمهارات الإدراكية، فأهمية هذه المرحلة تكمن في أنها مرحلة خصبة جدًا لتعليم الطفل وتطوير مهاراته وذكائه من خلال الأنشطة المتعددة واللعب.

كما أنها تعد حلقة الوصل والجسر الذي يربط بين التعليم في المنزل أو في مرحلة ما قبل المدرسة إلى التعليم في الصفوف الدراسية التقليدية، والتي يتفاعل فيها الأطفال مع المعلم ويتعرفوا على مجموعة من القواعد لتحقيق غاية التعلم.
اقرأ أيضاً: كيفية تنمية موهبة الأطفال
التعليم في الروضة
وفقًا لدراسة نشرتها الجمعية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار، فإن تعليم الأطفال في الروضة عالية الجودة يجب أن يوجه اهتمامه في الفئات التالية:
- تنمية الصحة الجسدية للأطفال: يساعد تعليم الأطفال في الروضة على تنمية المهارات الحركية الكبيرة، أي حركة الأذرع والأرجل والتي يكتسبها من خلال الأنشطة البدنية واللعب خارج الفصل، والمهارات الحركية الدقيقة أو استخدام الأيدي والأصابع والتي يتعلمها من خلال حل الألغاز والرسم والأنشطة الأخرى داخل الفصل.
- تنمية المهارات الاجتماعية: أحد أهم المهارات التي يتعلمها الأطفال في الروضة هي التفاعل وكيفية التعامل مع الآخرين، وهذا يشمل غرس متعة العمل الجماعي وتكوين صداقات وفض النزاعات والعديد من المهارات.
- كما تساعد الروضة الطفل على زيادة ثقته بنفسه لذا، يتم تخطيط ومنهجة العديد من الأنشطة داخل الفصل الدراسي لتنمية هذه المهارات، لمساعدة الأطفال على الانسجام مع بعضهم البعض.
- تنمية المهارات العاطفية: يساهم تعليم الأطفال في الروضة في مساعدة الأطفال على فهم مشاعرهم والتعبير عنها والتحكم فيها. حيث صرحت الجمعية أنه “يساعد المدرسون الأطفال على التعرف على مشاعرهم والتحدث والتعبير عنها وإظهار الاهتمام بالآخرين”، كما أوضحت ” تدعم الروضة تنمية قدرة الأطفال على التحكم في مشاعرهم وتصرفاتهم”.
- اللغة وتعلم القراءة والكتابة: من أفضل المهارات التي يتعلمها الأطفال في مرحلة الروضة وهي عبارة عن تعلم طرق التواصل المختلفة وذلك من خلال تعلم القراءة والكتابة والتحدث والاستماع.
- لذا، تعتبر عملية تعلم القراءة والكتابة موضع تركيز رئيسي في مرحلة التعليم المبكر وخاصة في مرحلة الروضة، حيث يتعلم الطلاب القراءة وذلك لتمهيدهم للانتقال إلى المرحلة التالية ألا وهي التعلم في المراحل الدراسية التالية. فضلاً عن أنه يتم تدريس مواد مثل الرياضيات والكتابة والعلوم والدراسات الاجتماعية والفن في الروضات عالية الكفاءة.
- التفكير وتنمية المهارات الإدراكية: يوسع تعليم الأطفال في الروضة من مداركهم وآفاق تفكيرهم ويشجعهم على البحث وإبداء الملاحظات وطرح الأسئلة وحل المشاكل. وتعقيبًا على ذلك، كتبت الجمعية بأنه ” يساعد المدرسون الأطفال على تخطيط الأعمال التي ينوون القيام بها، كما أنهم يغرسوا في الأطفال ويشجعوهم على المناقشة والتفكير بعمق وإشراك الأطفال في اتخاذ قراراتهم”
كيف يمكن للآباء تقديم يد العون؟
إن الآباء هم المعلم الأول للطفل ولهم دور كبير وهام يجب تأديته تجاه أطفالهم وهم في عمر الروضة للمساهمة في تطوير جميع الفئات التي سبق ذكرها وذلك وفقًا لأحد خبراء التعليم. حيث كتبت كلير أندريسون، مستشارة تربوية في ماريلاند، في رسالة إلكترونية “إن مشاركة الآباء هي المفتاح”.
كما أضافت ” إن مهارات مثل الإصرار والمثابرة والقدرة على التحمل هي مهارات بالغة الحيوية للأطفال لكي يتمكنوا من إنجاز المهام الأساسية للغة الشفهية والمفردات والأرقام” وصرحت بأن ” يلعب الآباء دورًا هائلاً في تشجيع الأطفال على الاستكشاف وطرح الأسئلة والملاحظة”
إليك بعض الأمور التي يستطيع الآباء القيام بها لمساعدة أطفالهم وتحفيزهم على التعلم:
- التشجيع على الاكتشاف: يرى الخبراء التربويين بأن الأنشطة اليومية بمثابة فرصة ذهبية للأطفال في سن الروضة لتعلم كل شيء بدءًا من المهارات الإدراكية إلى تعلم القراءة والكتابة.
- إليك مثال بسيط لتوضيح الأمر، عندما يذهب الطفل إلى متجر البقالة، انتهز هذه الفرصة وحدثه عن الفرق بين الخضروات وألوان المنتجات وعدد الأشياء التي تحتاجها لكي يفهم ما هي تكلفة هذه المنتجات، فكل لحظة من هذه اللحظات اليومية والمكررة بمثابة حجر بناء لعملية التعليم المستمر للأطفال حتى يصل إلى المدرسة.
- إشراكهم في المحادثات: إن الحوار والمناقشة بين الآباء والأطفال يبنيان جسرًا من الثقة بين الطرفين، ويدعمان شخصية الطفل.
- لذلك، يلعب تخصيص جزء من وقتك لإجراء محادثة كاملة مع أطفالك وشرح لهم الأشياء التي تدور وتحدث حولهم في المنزل دورًا هامًا وله فوائد لا حصر لها سواء أكانت هذه الأشياء هي طهو وجبة أو سقي الزرع.
- القراءة: إن القراءة في المنزل تساعد طفلك على اكتساب المهارات اللغوية بشكل سريع، وتعمل على زيادة تركيزه وتُكسبه معلومات وكلمات جديدة.
- وهناك أشياء أخرى لها تأثير أكبر فاعلية في تعليم الأطفال القراءة والكتابة أكثر من القراءة مع وللطفل. فامتلاك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكتب في المنزل وقراءة هذه الكتب مع أطفالك هو خير استثمار للوقت معهم.
فمهما بلغ عمر طفلك ومهما بلغت المدة التي تقضيها، فإن القراءة لطفلك لها دور منقطع النظير، فإذا خصصت 15 دقيقة فقط من يومك للقراءة لطفلك، فإنك تمنحه فائدة لا مثيل لها.
- تنمية المهارات اليومية: إن أي عمل يحتاج إلى التفكير، والمهارات الإدراكية لها دور كبير في مساعدة طفلك على التعلم. ولتعزيز عملية تعليم الأطفال في الروضة، فيجب التركيز على الأنشطة التي تحسن من عملية تطوير الوظائف التنفيذية للمخ، مثل تنمية القدرة على التفكير النقدي وحل المشاكل والقيام بأكثر من مهمة في وقت واحد والتنظيم والتخطيط والتحليل.
تشجيعهم على الأنشطة البدنية: إن فرص بناء المهارات الحركية لا حصر لها، ولكن أفاد الخبراء بأنه يمكن إضفاء المرح وتحويل عملية التعليم إلى عملية أكثر كفاءة عن طريق دمج الأنشطة البدنية بالقراءة والمواد التعليمية الأخرى، على سبيل المثال، بعد أن يقص الآباء ويروا حكايتهم إلى أطفالهم، يمكن للأطفال رسم صورة أو تمثيل القصة التي سمعوها.
ويقدم لكم تطبيق غاغا العديد من الأنشطة لمساعدة الأمهات والآباء في تعليم الأطفال، حيث يقدم التطبيق الكثير من الأنشطة التفاعلية للطفل في جميع المجالات. احجزي الآن نشاط لتنمية موهبة طفلك من خلال مجموعة متميزة من المعلمين والمعلمات. يقدم التطبيق أيضًا دورات مفيدة لطفلك ليتعلم القراءة والكتابة والبرمجة وغير ذلك.