يعتبر النوم من الأمور الأساسية للصحة العقلية والبدنية للطفل، والنوم لدى الأطفال هو عملية ديناميكية تنشأ وتتغير مع نمو الطفل، وخلال نموه قد يتعلم الطفل عادات قد تكون حميدة أو سيئة، بمجرد ظهور هذه العادات قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات.
فهم احتياجاتهم من النوم هو الخطوة الأولى نحو توفير نوم أفضل للطفل، من خلال مزيج من أساليب النوم الجيدة، والروتين المناسب للعمر والاهتمام بأي اضطرابات نوم. ويمكن أيضًا مساعدة الطفل للحصول على الراحة الكافية لينمو صحيًا وقويًا.

فوائد النوم لدى الأطفال
يلعب النوم دورًا مهمًا في تطور العقل البشري، بالإضافة إلى تأثيره المباشر على السعادة، حيث تظهر الأبحاث أن النوم يؤثر على اكتساب المفردات والتعلم والذاكرة والانتباه والمرونة والأداء المعرفي واليقظة والمزاج. يعد النوم أيضًا من التأثيرات المهمة في النمو، وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. تكون القيلولة ضرورية عند الأطفال الصغار لتعزيز الذاكرة وتطوير المهارات الحركية.
ما هي أوقات النوم حسب العمر؟

يعتبر الوقت الذي يذهب فيه طفلك للنوم يحدث فرقاً. لدينا جميعًا ساعة بيولوجية ويمكن أن تساعدنا إيقاعاتنا اليومية على النوم إذا كنا نكرمهم من خلال النوم في الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الحفاظ على وقت نوم طفلك واستيقاظه بشكل منتظم في الحفاظ على تركيزه طوال اليوم، ويعتبر أيضًا جزء مهم من نظافة النوم الصحية، وذلك وفقًا لقسم طب النوم في كلية الطب بجامعة هارفارد.
صحيح أن كل الأطفال مختلفون وأنتِ تعرفين كيف سيكون شكل طفلك إذا لم يحصل على قسط كافٍ من النوم. لقد تم خداع الكثير منا في التفكير، “إذا ظل طفلي مستيقظًا لوقت متأخر، فسوف ينام متأخرًا ويعوض ذلك في الصباح.” كيف يعمل ذلك بالنسبة لكِ؟
قد يؤدي وقت النوم المتأخر إلى ما يلي:
- صعوبة في النوم: بمجرد أن يتأخر طفلك فيالنوم، ينتج جسده الكورتيزول وحتى الأدرينالين (الهرمونات التي تحفز الجسم)، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم.
- الاستيقاظ ليلاً: في كثير من الأحيان عندما يذهب الأطفال إلى الفراش في وقت متأخر جدًا، لن يكون نومهم سليمًا وغالبًا ما يستيقظون أثناء الليل، وذلك يسبب الكورتيزول.
- الاستيقاظ في الصباح الباكر: يبدو الأمر غير بديهي، ولكن غالبًا عندما يستيقظ الأطفال في وقت مبكر جدًا من الصباح، فإن وقت النوم المتأخر هو السبب في ذلك.
- قلة النوم بشكل عام: أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين تأخروا في النوم ينامون بشكل تراكمي أقل من الأطفال الذين لديهم أوقات نوم مبكرة، مما يدل على أنهم لا يعوضون ما فاتهم من نوم عن طريق النوم المتأخر أو القيلولة لفترة أطول.
إذن متى يجب أن ينام طفلك ليلاً؟
يعتمد ذلك قليلاً على نوم طفلك أثناء النهار. ولكن إليك بعض الإرشادات العامة حسب العمر:
عمر | ساعات من النوم | ملحوظات |
مولود جديد | 15-18 ساعة | ليس لدى الأطفال حديثي الولادة أي إيقاعات يومية ، وينامون عادة لفترات قصيرة من ساعتين إلى أربع ساعات طوال النهار والليل. |
1-4 شهور | 14-15 ساعة | لا يزال هؤلاء الأطفال يتطورون ويتغذون كثيرًا طوال الليل. يبدأ وقت النوم في التحرك مبكرًا بمقدار أربعة أشهر. |
4-8 شهور | 14-15 ساعة | إيقاعات الساعة البيولوجية آخذة في الظهور. تساعد القيلولة المنتظمة (من الناحية المثالية حوالي 9 ، 12 ، 3) ووقت مبكر للنوم هؤلاء الأطفال على النوم الذي يحتاجون إليه لتحقيق نمو بدني وعقلي كبير. قد يكون وقت النوم في الجانب المبكر من هذا النطاق إذا فاتت القيلولة أو كانت قصيرة. |
8-10 شهور | 12-15 ساعة | قد يأخذ الأطفال في هذا العمر قيلولتين فقط (9 صباحًا ، 1 مساءً). يجب ألا يتجاوز وقت النوم 3.5 ساعات بعد انتهاء القيلولة الثانية. قد يتحرك وقت النوم مبكرًا للتعويض عن عدم الحصول على قيلولة ثالثة. |
10-15 شهرًا | 12-14 ساعة | قد ينتقل الأطفال إلى قيلولة واحدة فقط في فترة ما بعد الظهر ، لذلك قد يحتاج وقت النوم إلى التحرك مبكرًا لفترة من الوقت. يجب ألا يتجاوز وقت النوم 4 ساعات بعد الاستيقاظ من القيلولة. |
15 شهر – 3 سنوات | 12-14 ساعة | قد تنتهي القيلولة خلال هذه الفترة ، أو قد تكون غير متسقة. حرك وقت النوم مبكرًا للمساعدة في التكيف مع عدم وجود قيلولة. |
3 – 6 سنوات | 11-13 ساعة | من المحتمل أن يسقط طفلك قيلولة بعد الظهر. بمجرد أن يتوقف طفلك عن القيلولة ، سيحتاج إلى ساعة إضافية من النوم ليلاً ، لذا اضبط وقت النوم وفقًا لذلك. |
7 – 12 سنة | 10-11 ساعة | لا يزال الأطفال في سن المدرسة يشهدون نموًا هائلاً ، وهم نشيطون للغاية ويتطلبون الكثير من النوم. يساعد النوم الكافي في الأداء المدرسي ، والسلوك ، والانتباه ، والذاكرة ، والمزيد. |
ما هي مشاكل السهر لدى الأطفال؟
يمكن للطفل الذي يعاني من قلة النوم أن يتأرجح بين الغضب وفرط النشاط، مع تأثيرات يمكن أن تحاكي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويمكن أن يؤثر النعاس أيضًا على قدرة الطفل على الانتباه، مما يؤثر على أدائه في المدرسة.
وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، ربع الأطفال دون سن الخامسة لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، وهو أمر مثير للقلق لأن قلة النوم في مرحلة الطفولة المبكرة ترتبط بالحساسية الأنفية ومشاكل الجهاز المناعي وكذلك القلق والاكتئاب، وهناك أيضًا أدلة بحثية تدل على أن قلة النوم في مرحلة الطفولة قد تحمل مخاطر القلب والأوعية الدموية في المستقبل في شكل السمنة، السكري، وارتفاع ضغط الدم.
نصائح لمساعدة الطفل على النوم

القيام بنفس الروتين المريح بنفس الترتيب وفي نفس الوقت كل ليلة يساعد على الاستعداد للنوم وتعزيز النوم الجيد لدى الأطفال، على سبيل المثال:
- أخذ الطفل حمام دافئ.
- تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لمدة ساعة على الأقل حيث يمكن أن تؤثر الأجهزة الإلكترونية وأجهزة التلفاز والهواتف الذكية على مدى سهولة نوم الأطفال.
- شجعي طفلك على قراءة قصة معًا بمجرد أن ينام في السرير.
- معرفة مقدار النوم الذي يحتاجه طفلك وفقًا لمرحلته العمرية كما هو موضح بالجدول السابق.
- إبقاء الأنوار خافتة حيث يستجيب جسم الطفل لهذه الأجواء لإنتاج هرمون النوم (الميلاتونين).
- يجب أن تكون غرفة نوم الطفل هادئة ومضلمة ومثالية للنوم المريح والهادئ، وتكون درجة الحرارة في الغرفة مناسبة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يمكن أن يعاني طفلك اضطرابات في النوم، والتي يجب علاجها حتى تساعدين طفلك على النوم بشكل كافٍ، وفي هذه الحالة يجب تدخل العلاج الطبي، إذا كان الطفل يعاني من المشاكل الآتية، فذلك يعني أن الوقت قد حان للتواصل مع طبيب الأطفال واستشارته:
- الشخير.
- عدم القدرة على النوم ليلاً.
- نوم غير ملائم في النهار مثل النوم في المدرسة بعد نوم ليلة هنيئة.
- تكرار الاستيقاظ من النوم ليلاً.
- الكوابيس أو المشي المتكرر أثناء النوم.
