يبذل الآباء قصارى جهدهم للحفاظ على سلامة الأطفال وصحتهم خلال موسم الشتاء، ولكن في بعض الأحيان تخرج الأمور عن السيطرة حتى مع أكثر التدابير الوقائية حذرًا. ونعلم جميعًا ظروف جائحة كورونا التي يمر بها العالم وما زال يتكبد بسببها خسائر فادحة.
لذلك، عندما يصاب طفلك بأعراض تشبه أعراض البرد أو الإنفلونزا، فإن إبقاءه في المنزل يمكن أن يساعده على التعافي بشكل أسرع ويساهم في منع انتشار الفيروس إلى الأطفال الآخرين في المدرسة، وهو أمر مهم للحفاظ على سلامة الجميع.
يوصي أخصائيو الرعاية الصحية بأن يبقى الأطفال الذين يعانون من أي مرض في المنزل حتى يتعافوا بالكامل، أي بعد حوالي يوم كامل من بدء تحسن الأعراض، ولكن في بعض الحالات، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان طفلك يستطيع العودة إلى المدرسة، ولكن إذا فكرتِ في العلامات التي سنذكرها في هذا المقال فسوف يساعدك ذلك على اتخاذ قرارك.
علامات المرض التي يجب متابعتها
1- القيء والإسهال
يعتبر القيء والإسهال من الأسباب الهامة لإبقاء طفلك في المنزل، ويصعب التعامل مع هذه الأعراض في المدرسة، وغالبًا ما تعني أن طفلك قادر على نشر العدوى للأطفال الآخرين، والذهاب إلى المدرسة بهذه الأعراض يجعل من الصعب الحفاظ على نظافة طفلك، ويوصى بالانتظار 24 ساعة على الأقل بعد القيء واختفاء الإسهال قبل اتخاذ القرار بإعادة طفلك إلى المدرسة.
2- الحمى
من الأفضل عدم إرسال طفلك إلى المدرسة عندما تصل درجة حرارته إلى 38 درجة، حيث تشير الحمى إلى أن الجسم يقوم بمقاومة العدوى، مما يجعل طفلك ضعيف للغاية، ومن المرجح أن يكون مرضه معديًا في هذه المرحلة، لذلك ينصح بالانتظار 24 ساعة على الأقل بعد تمام الشفاء من الحمى وتعود درجة الحرارة إلى طبيعتها.
3- التهاب الحلق أو السعال المستمر
يعد السعال المستمر مزعج في الفصول الدراسية، وهو أيضًا أحد الطرق الرئيسية لنشر العدوى الفيروسية. إذا كان طفلك يعاني من السعال الدائم والتهاب حاد في الحلق، فاحتفظ به آمنًا في المنزل، وإذا كان طفلك يعاني من التهاب الحلق فمن الممكن أن يكون مصابًا بالمكورات الحلقية، وهي بكتيريا معدية، ولكن يمكن علاجها بطريقة سهلة بالمضادات الحيوية.
4- التعب
إذا شعر طفلك بالإرهاق والتعب بشكل يتجاوز توقعاتك من مرض معتدل، مثل الخمول أو النوم العميق فهذا يعني أن المرض شديد، لذلك يجب فحص حاله طفلك من قبل طبيب الأطفال على الفور، والتأكد من أنه يستريح في سريره، ويظل رطبًا بإعطائه سوائل دافئة.
5- الألم
غالبا ما تشير آلام الجسم والصداع والمعدة والأذن إلى أن طفلك لا يزال مقاومًا للإنفلونزا، مما يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر بسهولة إلى الأطفال الآخرين، لذلك من الأفضل إبقاء طفلك في المنزل حتى يزول الألم.
6- الطفح أو تهيج العيون
قد يكون من الصعب على طفلك التركيز في دروسه مع الحكة وتهيج العين، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون الطفح الجلدي أعراض عدوى أخرى، لذلك من الأفضل أن يقوم طفلك بزيارة الطبيب، ويعتبر إبقاء طفلك في المنزل هو أفضل شيء يمكن القيام به، وإذا كان طفلك يعاني من العين الوردية، أو التهاب الملتحمة، فيجب تشخيصه على الفور، لأن هذا المرض من الأمراض المعدية، ويمكن أن ينتشر بسرعة عبر الحضانات المدارس.
7- مظهر الطفل وسلوكياته
هل يبدو طفلك متعبًا أو شاحبًا؟ هل يبدو غير مهتم بالقيام بالأنشطة اليومية؟ هل يبدو عصبيًا؟ هل تواجهين صعوبة في جعل طفلك يأكل أي شيء؟ جميع هذه الأمور من العلامات التي تدل على إبقاء الطفل في المنزل.
كيفية إدارة أيام مرض طفلك؟

إذا قررتِ أن طفلك يحتاج إلى البقاء في المنزل أثناء العمل الخاص بكِ فهل يجب أن تأخذين يوم مرضي؟ إذا كنتِ أمًا لا تعمل، فقد يكون من الصعب تحقيق التوازن بين المهام العائلية ورعاية طفلك المريض، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها الاستعداد لأيام مرض أطفالك:
- الحرص على النظافة
تأكدي من أن طفلك يغسل يديه باستمرار، وقومي بتعليمه السعال أو العطس في المناديل أو في مرفقه وعدم السعال أو العطس في يديه، وهذا سيساعد على منع انتشار الفيروس إلى أشخاص آخرين، ومن المهم أيضًا التأكد من حصول طفلك على ما يكفي من السوائل والنوم بشكل كاف.
- اسألي عن خياراتك
يجب أن تعرفين أيضًا الخيارات المختلفة بالنسبة لكِ، فقد تكونين قادرة على اتخاذ إجازة مرضية، ويمكنكِ أنتِ وشريك حياتك التعاون في إدارة منزلك والأطفال إذا كنتما تعملان.
- قومي بترتيب بديل
قومي بالترتيب مع أحد أفراد العائلة أو جليسة أطفال أو الأصدقاء للبقاء مع طفلك عند الضرورة، ووجود شخص متاح لمساعدتك في هذه الأوقات أمر لا يقدر بثمن عندما لا يمكنك البقاء في المنزل.
- تحضير الإمدادات
قومي بتعيين خزانة أو رفًا للأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والمناديل الورقية، والبخاخات بحيث تكوني جاهزة لموسم الإنفلونزا، والحفاظ على هذه الأشياء في مكان معين مفيد لأي شخص آخر يأتي لمنزلك لرعاية طفلك.
- التدابير الوقائية الأخرى
- الحرص على عدم المشاركة في نفس الأواني والأطباق والمناشف مع طفل مريض.
- استخدام المناديل المضادة للبكتيريا باستمرار لتنظيف الأسطح، مثل الأحواض والحنفيات ومقابض الأبواب.
متى يكون من الآمن إرسال طفلك إلى المدرسة؟

يمكن أن يكون من السهل معرفة ما إذا كان طفلك مريضًا جدًا، ولكن في كثير من الأحيان قد يكون من الصعب عليكِ أن تقررين متى يكون مستعدًا للعودة، وتشمل بعض المبادئ التوجيهية التي يمكنك من خلالها تحديد ما إذا كان طفلك مستعدًا للعودة إلى المدرسة أم لا ما يلي:
1- انتهاء الحمى
عادة ما يكون من الآمن لطفلك العودة إلى المدرسة بمجرد الانتهاء من الحمى، ما لم يكن طفلك لا يزال يعاني من أعراض أخرى مثل السعال المستمر الإسهال أو القيء.
2- الدواء
قد يتمكن طفلك من العودة إلى المدرسة بعد تناول الدواء لمدة 24 ساعة على الأقل، طالما أنه لا يعاني من حمى أو أعراض خطيرة أخرى، وتأكد من أن ممرضة المدرسة على علم بهذه الأدوية ومواعيد تناولها والجرعات.
3- مظهر الطفل وسلوكه
إذا كان طفلك يتصرف بطريقة طبيعية ويبدو في حالة أفضل، فهذا يعني أنه من الآمن عودته إلى المدرسة.
4- أعراض خفيفة أخرى
إذا كان طفلك يعاني فقط من سيلان خفيف وبعض الأعراض الأخرى فيمكنه أيضًا العودة إلى المدرسة، ولكن يجب ان تتأكدين من امتلاكه المناديل الورققية، وتأكدي أيضًا من إعطائه دواءً بدون وصفة طبية.
5- حدسك
في النهاية، يمكنكِ الاعتماد على حدسك، فأنتِ تعرفين طفلك أكثر من أي شخص آخر، لذلك عليكِ أن تكونين قادرة على معرفة متى يشعر بالتحسن، ويمكنكِ الإجابة على الأسئلة التالية: هل يبدو طفلك مريضًا جدًا؟ هل يفضل البقاء على الأريكة محاطًا بالبطانية، أم أنه يتصرف ويلعب بشكل طبيعي؟ ثقي بحدسك لاتخاذ أفضل قرار ممكن لطفلك، وإذا كان لديكِ أي شكوك يمكنكِ دائمًا التواصل مع طبيب الأطفال.